في ذكرى رحيل فهمي السقاف !! بقلم / سامي غالب

بقلم / سامي غالب
هذه الأيام تصادف الذكرى الأولى لوفاة فهمي السقاف. أسائل نفسي: ألم يحن الوقت لتقبل الأمر؟
تقبل الأمر يكون أولا بضبط التاريخ؛ تاريخ وفاته! والحاصل أنني أحسب تاريخ وفاته في نهاية مايو أو بداية يونيو في حين أنه رحل، عندما بحثت مدققا قبل أيام، بعد ذلك التاريخ بشهر.
عدت عاما الى الوراء.
أريد وضع نهاية لهذا الالتباس!
لدي تفسير لآن؛ فموت فهمي اختلط عندي بموت أخي سمير مع انني أدرك الآن أن فهمي مات في مطلع يوليو وليس في مايو.
اتذكر الآن ان فهمي لم يتصل مواسيا! ربما هنا يكمن سبب الخلط. الحاصل انه، هو الآخر، كان يعيش محنة كبرى دون أن أدري، ويا للحسرة.
…..
اعود ثانية الى فهمي!
اعود هنا، في فيسبوك، إذ لم يغادرني منذ عام الا عندما غبت عن الوعي عدة أيام في نهاية اغسطس الماضي.
اعيد ترتيب أوراقي استعدادا لإعادة إطلاق “النداء”كموقع الكتروني، اذ يستحيل رجوعها كصحيفة حاليا فيما الميليشيات تتوزع الاراضي اليمنية فيما الشقيقات الخليجيات تتقاسم مياهها!
عند كل خطوة أو فكرة أو نظرة في المستقبل يظهر فهمي.
في اليومين الماضيين، مثلا، حضر أكثر من اي وقت مضى.
لماذا؟
خطر لي أن هناك مهام مؤجلة ل”النداء” بينها، وأهمها في نظري، ملف المختفين قسريا.
بعدها لم يغب فهمي أبدا.
الحق أن فهمي هو فرد في أسرة كل مختف قسريا، من صعدة الى سقطرى.
في الاعياد يتذكرهم.
حصل مره ان اتصلت به يوم عيد. قلت له: فهمي، لم أنم أمس إذ شعرت بالهلع من فكرة موت صالحة البان قبل أن ننتصر لها. قال لي: لا تقلق، سأزورها وابلغها سلامك.
لم يكن يقولها مجازا.
في 2012 كان واحدة من خيباته الكبري. كان ممثلين لأحدى المنظمات الدولية المهمة( اظن من مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الانسان أو هيومان رايتس ووتش) في فندق شيراتون بالتواهي عدن. كان المفترض أن يلتقوا بعينة من اقارب المختفين قسريا نهار احد ايام زيارتهم. وقد اتصل بي فهمي مساء وقال لي بصوت كسير: انتظرته صالحة منذ الصباح في الريسبشن (الاستقبال)، ولما نزل من غرفته اعتذر لها بحجة ان مرتبط بموعد مسبق.”
كان الخبير الحقوقي هو من حدد الموعد.
وهو الذي الغاه ببرودة “خبير دولي” يزور اليمن بغرض التنزه و”الاطلاع على أوضاع حقوق الانسان” فيها.
ما لا يعرفه هذا الخبير هو ان من تنتظره منذ الصباح هي سيده في ال70 جاءت من احدى بلدات لحج كيما يسمع قصتها. ما لا يعرفه ان صالحة البان انتظرت 40 سنة كي ينصفها هذا الخبير عله يكون أرحم من أبناء وبنات جلدتها. (صالحة البان في ال30 من عمرها تم اعتقال زوجها وابنها (14 عاما) وسته اخرين من أسرتها ولم يفرج عنهم ابدا.)
كان فهمي مكسورا!
واسيته وقلت ما زلنا هنا، ولن نخذلها.
نخذلها!
شعرت اليوم بالرعب؛
ماذا لو أنها ماتت؟
فهمي ما عاد هنا، والمئات من اسر المختفين قسريا بدون سند الآن.